لا تزال قضية الطرود المتفجرة المسافرة من اليمن للغرب تحتل مساحات واسعة في الصحف البريطانية الثلاثاء، وإن لم تعد الموضوع الرئيسي في صفحاتها الأولى.
غير أن ما يلفت النظر في هذه التغطية ـ التي لا بد أن تطبع في الأذهان صورة غير مشجعة عن اليمن ـ ما اختارت صحيفة الإندبندنت أن تحكيه في صفحتين من ملحقها وبالصور عن "عزلة اليمن المبهرة".
يقول كاتب التقرير نيك ريدماين "وراء العناوين العريضة عن هذا البلد العربي المجهول، والذي يوصف بأنه "البوتقة الجديدة للإرهاب موقع جمال عصري وتاريخ غني".
وما يلفت النظر أيضا ما تنقله الديلي تلجراف عن مسؤولين بأنه "قد تكون هناك حاجة لتدخل الجيش في اليمن".
تقول الصحيفة إن رئيس الأركان الجديد الجنرال دافيد ريتشاردز قد رفض استبعاد التدخل العسكري في اليمن للقضاء على التهديد المتزايد لإرهابيي القاعدة المتمركزين هناك".
وتنقل الديلي تلجراف عن الجنرال قوله "لا رغبة هناك في "فتح جبهة ثانية هناك"،إلا أن ذلك "قد يكون" ضروريا في المستقبل.
وتضيف أن رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون قد أبلغ البرلمان بأن بريطانيا "ستتخذ كل الخطوات اللازمة لاستئصال سرطان الإرهاب الذي يربض في شبه الجزيرة العربية".
كما تنقل الصحيفة إعلان وزير التنمية الدولية ألان دنكان عن إرسال مساعدات مالية لليمن في محاولة للحيلولة دون أن تصبح دولة فاشلة. وتشير إلى تحذير الوزير من أن اليمن قد يكون على شفا الانهيار بسبب الفقر المدقع، وأن الأشهر القليلة المقبلة قد تكون محورية بالنسبة لمستقبله.
في هذا الشأن أيضا ركزت الصحيفة في صفحتها الأولى على أن رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون لم يعلم بمسألة وجود الطرود المشتبه بها "إلا بعد 11 ساعة من العثور على أحدها في مطار إيست ميدلاند البريطاني، فيما تم إبلاغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما عما كان يحدث في محض 5 دقائق فقط من العثور على الطرد المشبوه".
"استخبارات بثمن"
السعودي "مصدر الاستخبارات التي كشفت الطرود"
التايمز في تعليق لمحررها للشؤون الخارجية ريتشارد بيستون تقول إنه "مع ظهور تفاصيل عن خطة التفجير اليمنية تتبين حقيقة دامغة وهي أن الغرب كان بلا حول تقريبا لولا المعلومات الاستخبارية التي زودته بها السعودية".
ويستطرد الكاتب ليقول إن تصرف السعودية لا ينبع من كرم وإنما من الضرورة، مستعرضا مساعي القاعدة لإحداث اضطرابات في السعودية ومساعي السعودية لإحباط هذه الخطط.
ويقول الكاتب "إن العلاقات الاستخبارية للولايات المتحدة وبريطانيا مع السعودية قديمة جدا رغم الغضب السافر في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر حين اتضح أن 15 من أصل 19 من المختطفين كانوا سعوديين، إلا أن لهذه العلاقات ثمنا".
ويذكّر الكاتب بوقف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير التحقيق البريطاني في اتهامات بالفساد تتعلق بصفقة اليمامة للأسلحة بين السعودية وبريطانيا، بعد ان هدد السعوديون بوقف التعاون الاستخباري إذا ما تواصل التحقيق.
ويقول إن من القضايا الحساسة اليوم بين البلدين مسألة الحكم في بريطانيا بالسجن مدى الحياة على الأمير سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود ـ حفيد الملك عبد الله كما تصفه الصحيفة ـ والمدان بقتل خادمه في لندن. ويختم الكاتب مقاله بالقول "قد يكون لدى السعودية معلومات استخبارية لكنها ليست مجانا".
الإندبندنت تبحث مصير التحقيقات بعد إطلاق المشتبه بها في حادث الطرود، حيث أطلق سراح حنان السماوي مع اعتراف مسؤولين يمنيين بأنهم لم يعودوا يعتقدون بأنها كانت مسؤولة عن هذه الشحنة".
وتشير الصحيفة إلى اعتقال السماوي مع والدتها التي أفرج عنها فيما بعد، وإلى المظاهرات التي قامت في جامعة صنعاء مطالبة بإطلاق سراح طالبتها وإلى إصرار الشرطة في البداية إلى وجود صلة لهاتف الطالبة الجوال بالطرود.
وقالت الإندبندنت إن إطلاق سراح طالبة الهندسة يخلف السلطات بلا مشتبه به في الطرود المتفجرة الهادفة إلى إسقاط طائرات والتي كشف بأنهما نقلا على طائرتي مسافرين دون أن يتم اكتشافهما، ولم يكشف أمرهما إلا بإنذار من أجهزة استخبارية.
النفط والتضخم
"تصريحات النعيمي رفعت سعر النفط"
صحيفة الفاينانشيال تايمز تقول إن تصريحات أدلى بها وزير الطاقة السعودي علي النعيمي حول سعر البرميل ستثير مخاوف من التضخم.
وتحت عنوان "سعر النفط يرتفع بمقدار دولارين مع إثارة وزير الطاقة السعودي لمخاوف من تضخم أسعار النفط" ذكرت الفاينانشيال تايمز قول النعيمي في مؤتمر بسنغافورة "إن المستهلكين يتطلعون إلى أن تكون أسعار النفط في حدود 70 دولار وآمل أن تكون أقل من 90 دولارا. ويبدو أن هناك الآن ما يثبت السعر إلى هذا المعدل.
وتوضح الصحيفة أن المحللين سرعان ما أشاروا بعد قول النعيمي إلى أن "سعر برميل النفط في حدود 70 ـ 90 دولارا للبرميل هو أعلى من المعدل الذي قالت الدولة الخليجية إنه مريح".
وتشير الصحيفة إلى أن سعر خام برنت قد ارتفع إثر تصريحات الوزير السعودي بمقدار 2.06 دولارا حيث أن أي خطط سعودية بشأن الانتاج يمكن أن يكون لها تأثير ضخم على سوق النفط المضطربة.
وتضيف الفاينانشيال تايمز أن تصريحات النعيمي أثارت مخاوف من التضخم لأن تكلفة نقل البضائع الاستهلاكية تميل إلى الزيادة مع ارتفاع أسعار النفط.
"قريبة مبارك" وبرلسكوني
قد يكون برلسكوني ارتكب جريمة بالتوسط لإطلاق سراح "قريبة مبارك"
تقول صحيفة الجارديان "سيلفيو برلسكوني ظهره للحائط بعد تصريح لأشد حلفائه يطالبه بالاستقالة إذا ما ثبتت صحة الفضائح الجنسية الأخيرة حوله".
والحليف هو جيانفرانكو فيني زعيم الحلف الوطني وهو يميني تحالف مع حزب برلسكوني لمدة 15 عاما حتى اتحد الاثنان عام 2009 ليصبحا حركة حرية الشعب.
وتهمة برلسكوني استخدام نفوذه لضمان إطلاق سراح مراهقة تحترف الرقص الشرقي واتهمت في أيار/مايو بالسرقة.
وقالت الصحيفة إن فيني الذي يرأس مجلس النواب قال إنه "إذا ما ثبت أن برلسكوني قد تدخل في الأمر فقد حان الوقت لتنحيه".
وأضافت الجارديان أن فينسينزو إندولفي رئيس مركز للشرطة في مدينة ميلانو ـ الذي أفرج عن الفتاة منه ـ قد تم استجوابه من قبل المدعي العام حول القضية، والتي قد تعرض برلسكوني لتهمة إساءة استخدام السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى ما نقل عن إندولفي بأنه تم إفهام الشرطة خطأ بأن الفتاة ـ التي كانت في السابعة عشر من العمر، وهي ابنة مهاجرين مغربيين ـ كانت قريبة الرئيس المصري حسني مبارك، كما أشارت إلى إقرار برلسكوني بأنه هو الذي قام بالاتصال.
وتضيف الجارديان أن إندولفي الذي تمت ترقيته بعد ذلك يصر على أنه قد تم اتباع الإجراءات الصحيحة، إلا أن تقارير وردت في اليومين الآخرين أشارت إلى أن إطلاق سراح الفتاة الحدث لم يصدر بناء على حكم من القاضي المناوب وأنها لم تعتبر رسميا مشتبها بها في قضية السرقة إلا بعد كشف الفضيحة.
وترى الصحيفة أن دور فيني في الأسابيع القليلة المقبلة سيكون حاسما للغاية، "لأن لديه الأرقام (أي عدد أعضاء البرلمان) التي قد تسقط الحكومة". وتقول إن سياسيين في المعارضة يضغطون منذ فترة على فيني للقيام بذلك وتمهيد الطريق إما لانتخابات جديدة أو لحكومة انتقالية غير حزبية أو من خارج الأحزاب.
وتختم الجارديان مقالها بالقول إن معضلة برلسكوني تبدو خطيرة هذه المرة مع ما يتردد من أنه قد ارتكب فعلا إجراميا يعاقب عليه القانون. وتشير إلى أن شعبية بيرلسكوني في أدنى مستوى لها منذ عودته لرئاسة الوزراء عام 2008، وتضيف أنه قد أظهر ـ وفي الحقيقة أعلن متحديا ـ أنه لا يعتزم تغيير نمط حياته التي تجعله وتجعل إيطاليا عرضة للاستهزاء على المستوى الدولي.