Admin Admin
عدد المساهمات : 983 نقاط : 3147 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 03/01/2010 العمر : 52 الموقع : homelearning.yolasite.com
| موضوع: انتحار يائس ... السبت يوليو 23, 2011 7:04 pm | |
|
[b][b] استكمالا لموضوع انتحار العظماء ... وصلتنى هذه الرساله من شخص يائس ، أصابتنى بموجه من الهلع تبعه ذهول تام ، أعرض هذه الرساله عليكم ليصل ردكم لهذا الشخص اليائس ... و أدعو الله أن يتغير تفكيره على يد أحدكم من خلال رده.
و هذا نص الرساله:
وصلت إلى حالة ميئوس منها. دخلت رأسى الوساوس و اختلجت به الأفكار. لم أكن أعلم أن التفكير يمكن أن يدمر العقل ، بل كنت أظنه يعمل على إحياءه و تنميته. بل لم أكن أعلم أن التفكير يدمر الجسم ككل.
دخلت فى حالة من التفكير قد تصيبنى بالجنون ، فالأمر عقلانى حين تفكر فيه ، و لكنه ينافى الدين تماما ، و ما رسخ فى أذهاننا نحن البشر منذ بداية الخليقة. و السؤال الأكثر إلحاحا الآن: لماذا سيعاقبنى الله؟
لقد أتيت إلى هذه الدنيا بغير إرادتى ، بل بإرادة الله و عن طريق أب و أم ، و ليس لى أى يد مطلقا فى الاختيار ، بل على العكس فلو خيرنى أحد لاخترت ألا آتى إلى هذه الدنيا أبدا. فهل صحيح أن الله يوجدنى فى هذه الدنيا ثم يعاقبنى على وجودى فيها؟
أعلم تمام العلم أن الطريق المستقيم الذى رسمه الله لنا يجعل من حياة الفرد حياة جيدة يفيد نفسه فيها و يفيد الآخرين ، و عند تطبيق ذلك على الجماعة يصبح المجتمع كله مجتمع مثالى تندر فيه الأخطاء و يقترب من الكمال و الحكمة.
و لكن ليس فى هذا الإجابة على سؤالى ، فقد تجد رجل مستقيم مفيد لنفسه و مفيد للآخرين ، و لكنه فى نفس الوقت يمر بكثير من المعاناة أثناء حياته. و قد تصبح المعاناة عذابا لا يحتمل ، مما ينتج عنه بعض التصرفات التى يريد بها هذا الرجل أن يتخلص من عذابه.
هذه التصرفات ربما تكون على عكس التعاليم الدينية و المنهج الذى وُضع لنا. و لنفترض أن الله لم يغفر له هذه الأفعال ، ألن يتعذب هذا الرجل فى نار جهنم التى تهددنا جميعا؟
إذا ، ما ذنب هذا الرجل ليتعذب؟ الله أوجده ، الله خلقه ، الله عذبه ، الله سيّر حياته كيفما يشاء ، الله أماته على قول لا إله إلا الله أو أماته على معصية ، أليس كل ذلك بيد الله؟ فلماذا يدخل ذلك الرجل جهنم؟
هناك كثير من القصص عن الأولين تخبرنا أن فلانا ظل يعبد الله أربعين سنة ثم مات على الكفر ، و على العكس هناك فلانا كان كافرا طوال حياته ثم مات على الإيمان. ذلك فى الجنة و ذلك فى النار.
فإذا تكلمنا عن العدل الإلهى ، فربما يمكننا القول أن المؤمن الذى عاش حياته فى الإيمان لابد أن يدخل الجنة ، و الكافر الذى عاش حياته فى الكفر لابد و أن يدخل النار. و ذلك على عكس ما حدث فى هذه القصص تماما.
إذا ، هناك حلقة مفقودة لم يصل الإنسان إليها بعد ، و ربما لن يصل إليها لأنها من الأسرار الإلهية التى لم و لن يعرفها البشر.
هناك من يدافع عن هذا بأن كل إنسان قد كتبت سيرته فى لوح محفوظ و أن الله سبحانه و تعالى يعلم عن الأولين و الآخرين ، و أن كل كلمة و كل خطوة و كل التفاتة و كل نَفَس يدخل و يخرج و كل الرزق و ... و ... و ... كل هذا مكتوب مسبقا فى هذا اللوح المحفوظ ، و أن الله يعرف من سيدخل الجنة و من سيدخل النار.
من هنا جاء السؤال ، لماذا يعمل الإنسان صالحا ، و يتعرض لكل ما يتعرض له فى سبيل الحق إذا كان مكتوب عليه سلفا إذا كان من أهل الجنة أو من أهل النار؟ فإذا فعل خيرا طوال حياته ربما يكون من أهل النار ، نحن لا ندرى.
بل السؤال الأعمق ، هل صحيح أن كل من يقتل نفسه (ينتحر) هو من أهل النار؟ هناك شقين يجب التفكير بهما فى هذا الأمر: الأول ، أليس من المكتوب علينا أننا من أهل الجنة أم من أهل النار؟ و الثانى ، أليس كل شئ بقدر الله؟ أى أنه لو حاول أحدهم الانتحار و فشل فإن الله لم يقدر له أن تنتهى حياته فى تلك اللحظة ، فى حين أنه لو نجح فقد قدر الله له الموت فى تلك اللحظة.
فلماذا يكون المنتحر من أهل النار و هو أولا و أخيرا قد نفذ قدر الله؟ أعتقد أن الموضوع بات واضحا الآن. فكل شخص مقدر له سلفا من أى الفريقين هو.
و بعد التفكير فى كل هذا ، وجدت أن الانتحار لن يؤثر على موقف الشخص المعد له سلفا. و لن يحوله من أهل الجنة إلى أهل النار ، و لن يحوله من أهل النار إلى أهل الجنة.
لذلك أقول لمن يقرأ هذا الآن ، أننى من المنتحرين ، و أننى لم أتحمل الحياة فى هذا البلد الخسيس القذر المسمى "مصر". فقد ضاعت الأخلاق و انهارت القيم و أصبح قانون الغاب هو الحاكم ، و أصبح الرئيس هو الأسد و الحكومة هى الذئاب و الضباع ، و أصبح المحكومين هم الضحايا.
و لا أقول هنا أنهم ضحايا بمعنى الكلمة ، فالكل يحاول اقتناص الكل و الكل مجرم و الكل لا يملكالعقل.
اللهم لا تتوفانى مصرى الجنسية ، و هذا آخر دعاء و آخر طلب.
[/b]
[/b] | |
|