Admin Admin
عدد المساهمات : 983 نقاط : 3147 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 03/01/2010 العمر : 53 الموقع : homelearning.yolasite.com
| موضوع: خدعة إسلام قازان ملك التتار السبت نوفمبر 06, 2010 6:11 pm | |
| الملك الناصر هو ابن السلطان حسن صحاب التحفة الفنية المعمارية التى
تسمى جامع السلطان حسن فى حى القلعة
وكان الملك الناصر أحد الحكام المماليلك العظماء حكم مصر من سنة 1293 الى 1341 وكان
كما يقول المؤرخين اعور ضئيل الجسم اعرج إلا أنه كان قوى البأس شديد البطش ذا رأى سديد
وعزيمة من حديد وكان عصره من أرقى عصور الحضارة فى مصر ويتميز بعظمة ملكه وفخامة مبانيه
ويقول المؤرخين أن ثروة مصر زادت فى عصره وساعد على ذلك أنه فرض ضريبة على جميع
التجارة التى تمر على مصر بنسبة 10 % من قيمتها وكانت تجارة أوربا والهند تمر
من مصر فى هذا العصر قبل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وكان يعنى بأمور
البلاد الداخلية كثيرا وألغى كثير من الضرائب الضارة بالفقراء من الرعية وتشدد
فى حفظ الآداب وساندة العلم ونشر الثقافة
وفى عصره بلغ فن العماره والنقوش العربية اقصاه وأكثر الأثار العربية الموجودة
فى متاحف العالم الان هى من صتع هذا العصر
على أن الملك الناصر كان امامه مشكلة قومية كبرى فقد استولى التتار على
سوريا وبدأوايستعدون لغزو مصر بعد أن فشلوا فى غزوها حين انتصر
عليهم قطز فى معركة عين جالوت
سنة 1296 ولكنهم عادوا من جديد فى عهد الملك الناصر ليهددوا البلاد
كان التتار يريدون العودة الى مصر تحت قيادة " قازان " حفيد هولاكو
وقد رأى قازان ان المكر والخديعة هما الوسلية لغزو مصر فادعى أنه " أسلم "
وانه يريد الصلح والسلام والتعاون مع مصر فى خدمة الاسلام وخدمة
التعاون المثمر بين مصر والتتار
وأرسل قازان التترى
الى الملك الناصر رسالة بهذا المعنى وأرسل الزعيم التترى وفدا يحمل رسالته الى حاكم مصر
وكان من بين الوفد قاضى قضاة الموصل الخاضعة لحكم التتار واسم هذا القاضى "
كمال الدين الشافعى "
وكان هذا القاضى صاحب سمعة علمية رفيعة ولذلك اختاره قازان ليكو ن ضمن الوفد الذى
يحمل رسالته الى المصريين فسوف يصدقه المصريين وتنطلى حيلته عليهم
عندما يزعم فى رسالته أنه قد اسلم ويطلب التحالف
والسلام فاذا صدقوه توقفوا عن الاستعداد
للحرب وجاءهم هو
وجيشه ويستولوا على بلادهم ويقضى عليهم
تلقى الملك الناصر الرسالة والتى يعلن فيها اسلامه وطلب التحالف والرغبة فى السلام
ولم يكن القاضى كمال الدين الشافعى يعلم بنوايا الزعيم التترى بل كان يصدق
ما جاء فيها ورغم
أنها مكتوبة من أكثر من ستمائة سنة إلا أنها واضحه ولا شك ان الذى كتبها كاتب عربى
وقع فى مصيدة الزعيم التترى وصدق مايدعيه لسانه
تقول الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم ... ننهى بعد إهداء السلام اليكم أن الله عز وجل جعلنا وإياكم على
ملة واحدة وشرفنا بالاسلام وأيدنا وندبنا لاقامة مناره وسددنا وكان بيننا وبينكم من الحرب
ماكان بقضاء الله وقدره والآن فاننا وإياكم على العدل فى سائر القضايا فقد فسدت بينا وبينكم
حال البلاد وسكانها ومنعهم الخوف من الاستقرار فى أوطانهم ونحن نعلم أن الله يسألنا عن ذلك
ويحاسبنا عليه وأنه عز وجل لا يخفى عليه شيىء فى الأرض ولا فى السماء وأن حميع ما كان
ويكون هو فى كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها وأنت تعلم أيها الملك الجليل أننا
مطالبون لاحقير والجليل واننا مسئولون عن أصغر من وليناه وقد حملنا قاضى القضاة علامة
الوقت وحجة الاسلام " كمال الدين " أعزه الله تعالى مشافهة يعيدها على سمع الملك
والعمدة عليها أن قد حصل منكم فى اجابتنا للصلح صدق النية ونهدى اليكم من بلادنا ما
يليق أن نهديه إليكم والسلام الطيب منا وعليكم ؟
هذه هى رسالة الزعيم التترى قازان حفيد هولاكو الى حاكم مصر الناصر محمد بن قلاوون
ماذا يفعل الملك الناصر ؟ هل يصدق نوايا الصلح والسلام عند عدوه اللدود زعيم التتار ؟
إذا صدق فانه سوف يلتفت الى امور البلاد الداخلية ويخفف من استعداده للحرب
حتى لا تستهلك منه نفقات ضخمة لك يعد لها مبرر .وقبل أن يتخذ قراره الأخير
لجأ كأى مسئول عاقل الى الاستشارة وطلب النصيحة وكان من أعجب مافعله الملك الناصر
أنه طلب النصيحة من القاضى " كمال الدين " مندوب زعيم التتار وحامل رسالته
وقد فعل ذلك لأنه رأى فى القاضى مايوحى بالثقة والاحترام بالاضافة إلى أن القاضى
يعرف الطرف الاخر ويعلم ان كان صادق فى اسلامه ورغبته فى السلام أم خادع وماكر
قال الملك الناصر لكمال الدين
انت من كبار العلماء وخيار المسلمين وأنت تعلم أننا لا نقاتل إلا فى سبيل الله فان كان هذا
الامر قد فعله قازان حيلة ودهاء فنحلف لك اننا لانطلع على هذا القول أحد من خلق الله تعالى
قال الشيخ كمال الدين " أحلف أننى لا اعلم من قازان إلا صدق النية فى الصلح
وحقن الدماء
ورواج التجارة واصلاح الرعية
ولكنه لم يكتف بما قال فقد ألحق كامه بقوله " لكننى أرى المصلحة أن تبقون على مانتم فيه
من الاهتمام بعدوكم وأن تخرجوا بجيوشكم الى اطراف بلادكم فان كان هذا الأمر الذى أعلنه
قازان خديعة لكم كنتم مستيقظين وإن كان الأمر أتمتم الصلح وحقنتم الدماء فيما بينكم "
هذه كانت نصيحة الشيخ كمال الدين فهو لم يكن يعرف نوايا الزعيم التتارى وكان يصدق
مايقوله لكن الحكمة تقتضى الاستعداد لاحتمال آخر أن يكون كاذاباً ومخادعاً وله أهداف أخرى
وهذا ماحدث بالفعل لكن الملك الناصر كان قد اخد احتياطه ولم يلجأ الى الاسترخاء العسكرى
وجاءت جيوش التتار لتغزو مصر فةجدت الاستعداد الكامل والتقى الجيشان فى " بر الشام "
وانتصر المصرينن على التتار انتصار ساحق وكان الملك الناصر فى مقدمة المقاتلين
ولم يبق من جيش التتار الا ثمانية آلاف بعد أن كان مكون من ثمانين ألفاً من أفضل جنود التتار
وكان من نتيجة هذه المعركة الأخيرة والحاسمة بين المصريين والتتار
ان التتار لم يقتربوا مرة أخرى من مصر والشام وشعر " قازان " بالغم العظيم "
واحتجب عن حاشيته فترة ثم طلب قائد جيشه واسمه " قلطوشاه " واوقفه أمامه
واستدعى الأعيان وأمرهم أن يبصقوا على وجهه واحد واحد حتى بصقوا
عليه جميعا ولم تمض أيام قليلة حتى مات قازان متأثراً بالهزيمة الساحقة
أما المصريين أساتذة فى صناعة الأفراح ولذلك احتفلت مصر احتفالاً هائلاً
باستقبال الملك وجيشه
وكما تروى الكتب
تحسن سعر الخشب والقصب والات النجارة وتنادى الناس ان من استعمل صانعا
فى غيرالزينة فهو عدو للسلطان واقبل أهل الريف الى القاهرة للفرجة
وامتلأت الاحواض فىالشوارع بالسكر
والليمون وبلغ ايجار البيت الذى سوف يمر عليه السلطان من خمسين درهم إلى مائة
وفرشت أرض الشوارع التى سوف يمر بها السلطان بالأبسطة وكان السلطان
كلما مر بزينه وقف يعاينها ويجبر خاطر صاحبها
من كتاب – تحت المصباح – رجاء النقاش | |
|