Admin Admin
عدد المساهمات : 983 نقاط : 3147 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 03/01/2010 العمر : 52 الموقع : homelearning.yolasite.com
| موضوع: مقال رائع - أنصحكم بالقراءة - الجزء الأول الأحد يناير 24, 2010 9:22 am | |
| | قصاصات صالحة للحرق الجـزء الأول
تنتظر حتى ينام أهل الدار لكي لا تراك زوجتك وتظن بك الظنون عندما تجدك تحرق أوراقًا.. كل زوجة تعرف معنى أن يحرق زوجها أوراقًا.. إما أنه يحرق خطاباته الغرامية القديمة، أو يحرق مجموعته من الصور العارية لأن عينه الجشعة لا يملؤها غير التراب، أو يحرق ما يثبت أن له شقة أخرى وزوجة أخرى في الإسكندرية تتسلل إلى المطبخ وتشعل الموقد، وتأخذ شهيقًا عميقًا ثم ترفع كومة القصاصات كي تلقى تطهيرها النهائي وسط ألسنة اللهب.. هنا يدق جرس الهاتف ******* ـ حقا إن الإنسان مسكين.. تتشاجر مع رئيسك فى العمل فتفصل.. تتشاجر مع مار فى الشارع فيحطم أنفك.. تتشاجر مع هيئة حكومية فتسجن.. عندها تشعر بحاجة إلى أن تخرج بعض عصبيتك فى دارك بعيدا عن العيون, لكنك تصطدم بشريك حياة غير مستعد لسماع شئ.. عرفت صديقا لى كان يقود سيارته بأقصى سرعة لها فى طريق مهجور, ويخرج رأسه من النافذة ويصرخ ويسب بأعلى صوته.. كان هذا يريحه, وأظننى أفهمه ـ إن مشكلتنا هى أن الجميع يفتي فى الدين وبخاصة من لا يعرفون ـ صعب أن تختلق آراء تختلف كلية عن آرائك.. يمكنك أن تتظاهر بذلك بعض الوقت لكن في النهاية تطفو شخصيتك إلى السطح ـ المشكلة أن الواحد منا فى مصر قد لا يقرأ الا كتابا واحدا فى حياته، فلو كان هذا الكتاب يتطاول على الدين.. فماذا تكون النتيجة؟؟ ******* ـ لا توجد دجاجة تذبح دون أن تملأ الدنيا صراخاً.. حسناً.. ما جدوى الصراخ؟.. إنها ستذبح في كل الظروف، لكني أقول لك إنها تعبر عن كيانها.. عن احتجاجها.. ومن دون هذا هي لا وجود لها ـ روضة الأفكار واسعة مليئة بالثمار والزهور.. فلماذا أترك كل هذا وأدس ذراعى حتى المعصم فى حفرة لا أدرى ما بها؟؟ ـ لا أجد شيئا غير طبيعى فى عشق الرعب.. أعتقد أنه فطرة.. وكل الاطفال يعشقون القصص المخيفة.. لاحظ الطفلة الرضيعة حين تدغدها أمها بأسنانها قائلة: سوف آكلك أكلا! عندها تصرخ الطفلة رعبا ونشوة معا.. لاحظ وجوه النازلين من القطار الأفعوانى فى الملاهى والخارجين من بيت الأشباح ـ جزء مهم من انسانيتنا ان نشعر باننا قابلون للمعارضة.. هذا يمنحنا شعورا بالنضج ******* ـ ان الانسان لا يستطيع ان يتزوج مصدرا لغويا او معنى مطلقا.. هل سمعت عن شخص - مهما كان احمق - تزوج من العدالة او الحرية او المروءة؟ ـ لو كان بوسعنا أن نختار زملاءنا فى العمل لتحولت الحياة إلى جنة صغيرة.. أن تختار بيئتك وأبويك وزملائك فى العمل وربما رؤسائك.. هكذا تصير الحياة أجمل من أن تصدق ـ ان الترجمة تفسد الأمر برمته.. فأم كلثوم مزيج خاص لا يفهمه سوى عربى.. مثلها مثل صوت الشيخ رفعت قبل الإفطار فى رمضان، وصوت التكبير صباح العيد، ومذاق الشاى بالنعناع وقت الغروب ـ الحكمة ذبابة خضراء مهما حاولت اقتناصها بالجهد تفشل، فإن نسيت أمرها، وجلست تتأمل، حطت على ذراعك من تلقاء نفسها ******* ـ لتكن لك الكلمة الأخيرة دائماً قبل أن يجد خصمك الرد المناسب.. لأن هذا سيقتله غيظاً ـ يبدو ان الزواج لعنة أبدية، كلما ظن عاشقان أنهما أذكى أو أفضل حظاً من الآخرين اتضح أنهما أحمقان.. لابد من خلاف فى الرأى يتصاعد الى شجار.. لابد من أن تخرج الضغوط اليومية بخارها حين تنفرد برفيق حياتك.. فقط لتكتشف فى أسى أنه لن يقبل منك ما لم يقبله الآخرون.. وهنا ينشأ ثقب فى العلاقة.. ويتسع ـ حين يغضب الأرضي يصف خصمه بأنه حمار مثلاً.. ما جدوى هذا؟!، الحمار بيولوجية مختلفة وليس من المهين فى شئ أن تتهم واحداً آخر بأنه ينتمى إليها.. هذا يسيئ إلى دقتك البيولوجية لكنه لا يسيئ له على الإطلاق، كما أن قولك هذا لا يعنى أنه صار حماراً.. لكن الحقيقة أن أهل هذا الكوكب يفعلون ويقولون أشياء عديدة لا تخضع لأى منطق ـ هل تعرف ذلك الشعور الممض؟! لحظة استلامك بطاقتك من السجل المدنى أو استعادة كراستك فى المدرسة الإبيتدائية.. الصوت ينادى واحداً تلو الآخر، الكل يسترد أوراقه.. تدريجياً تجد نفسك واقفاً وحدك بانتظار من يناديك بدورك.. ذلك القلق الرهيب والشعور بأنك سقطت من فوق مائدة الحظ وأن احداً لن يبحث عنك تحتها ******* -د.أحمد خالد توفيق- |
| |
|