هناك نوع من الناس سواء كانوا مشهورين أو مغمورين ، يمتلكون وجهة معينة يسيرون فى الحياة على أساسها ، يمتلكون رأى و يرونه صواب معتمدين فى ذلك على هداية إيمانية أو فكر شائع و ربما نظرية شخصية لم تتعدى حدود أنفسهم.
و هناك نوع آخر يؤمن تماما بأن الفرد لابد أن يكون مرنا فى مواجهة الأحداث من حوله ، لابد أن يغير رأيه طبقا للمجموع أو طبقا للشائع. هم يرون أنه لا وجود لصحيح مطلق أو خطأ مطلق ، و على ذلك يؤمنون بأهمية مرونة تغيير الرأى.
النوع الأول ، ربما يعيش عمره كله و يدفع حياته ثمنا لما يؤمن به و يعتقده.
يقول أحمد شوقى: قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ... إن الحياة عقيدة وجهاد
أما أنطون سعاده فيقول: كلنا نموت، ولكن قليلين منا من يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة.
النوع الثانى ، يعيش حياته طولا و عرضا باحثا عما يروق له أو يروق للمجموع الذى ينتمى إليه ، ربما يرجعون فى ذلك لمقولة أرسطو: التغيير محبوب في كل شيء.
أو مقولة هرقليطس (فيلسوف سبق أرسطو): لا شيء يستمر سوى التغيير.
نحن هنا لا نتكلم عن مجرد رأى عارض فى حدث معين ، و لكن المقصود هو الرأى المعتقد ، الرأى الذى يعتنقه الشخص فى حياته و يدافع عنه و يدعو لنشره بين الناس ، فنحن هنا نتكلم عن اعتقاد مجرد عام فى حياة الشخص ربما يصل لحد التقديس ، يؤثر على ردود فعل الأشخاص على مختلف الأحداث و ليس حدثا بعينه.
و الجدير بالذكر أن الصواب الخطأ فى أمور كثيرة نسبى حسب الزمان و المكان ، فما كان خطأ فى زمن معين ربما لا يعتبر خطأ فى زمن آخر ، و ينطبق نفس المفهوم على المكان ، و ربما يجمع بين الاثنين ، فقد يعتبر الناس فى مكان ما و زمان ما أن فعلا معينا هو من الأخطاء ، و قد يتغير رأى الناس فى نفس المكان و الزمان.
و هنا بعض الأسئله التى تتيح لك أن تتعرف أكثر على شخصيتك فى هذا الشأن:
- هل أنت صاحب مبدأ فى حياتك؟ (أذكر لنفسك و بصوت مسموع ما هو هذا المبدأ)
- ما هى المواقف المصيرية التى استخدمت فيها مبدأك و حكمت على أسلوب تعاملك معها من منطلق هذا المبدأ؟
- تعاملك من خلال مبدأك ، هل أثر عليك فى حياتك بالسلب أم بالإيجاب؟
- إذا كان مبدأك رافضا لشئ معين ، و فى نفس الوقت إمكانياتك لا تتيح لك القيام بهذا الشئ إذا أردت القيام به. فإذا توافرت الإمكانيات هل تستطيع مقاومة مبدأك؟
و أخيرا نود القول ، لا تحكم على شخص بأنه خائن لمبدأ أو متخاذل فى قرار قبل أن تعرف جميع الأبعاد و الملابسات ... فربما تفعل أنت ما فعله هو إذا كنت مكانه.
أحمد عاطف