عبارة شهيرة جدا انتشرت فى سبعينيات القرن الماضى ، كان يقولها المارة لسائقى الحنطور عندما يرون بعض الناس و قد ركبوا خلف الحنطور دون علم السائق ليصلوا إلى وجهتهم بدون دفع الأجرة. كان سائق الحنطور عندما يسمع هذه العبارة يفهم المقصود ، و يضرب كرباجه للخلف فيصيب هؤلاء المتطفلين.
أنا لا أذكر هذا على سبيل الرواية أو التندر ، أو حتى من باب التسلية ، بل أذكره لإعجابى بأهلنا فى هذا الزمن ، فقد كانوا يملكون آليات لتصحيح الأخطاء.
كانوا يضعون معايير و نظام و تقاليد لكل شئ ، و من يخرج عن هذا النظام يقابل بحزم من الجميع. لم يكن هناك من يقول "غيرى سيفعل" و لكن كان الكل يفعل.
إن مشكلتنا فى الوقت الحاضر هى غياب بعض القيم يصاحبه غياب جزء من النخوة و كثير من المبادرة. فمن غير المعقول مثلا أن تجد النخوة عند أب يترك ابنته تخرج من البيت و قد ارتدت ما يثير الشهوات و يحرك الغرائز ، مهما كانت الظروف و الأسباب.
و من غير المعقول أن تثق بشخص يتلقى الرشوة ، أو يتخذ من الكذب سبيلا للوصول إلى ما يريد و من النفاق منهاجا يسير حياته عليه.
لابد أن ننتصر جميعا على أنفسنا ، و نتغلب على ظروفنا بالإيمان ، لنعود كسابق عهدنا ، مجتمعا صالحا يعيش فى جو إيمانى.
أحمد عاطف