إذا كنت واحد من المصريين أو تعيش فى مصر ، فأنت حتما تعلم أهمية الحصول على المؤهل العالى. تلك الشهادة التى أصبحت شرطا للحياة فى مصر ، و بدونها أنت لا شئ و لا تساوى شئ و ليس لك حقوق.
ما أقوله لا يدعو للاستغراب ، فحينما تتقدم لوظيفة لابد أن تكون حاصل على شهادة مؤهل عالى ، و إن لم تكن كذلك فمؤهلاتك لا تناسب معظم الوظائف.
فى بلدان كثيرة من العالم يتوقف التعليم المجانى عند الشهادة المتوسطة ، و لا يتقدم للدراسة فى الجامعات سوى الأثرياء أو من يحصلون على منح. و الحال عندهم أن الحاصل على الشهادة المتوسطة هو إنسان له كل الحقوق و عليه كل الواجبات.
أصبح المؤهل العالى فى مصر هو الشائع ، و مجانية الدراسة فى الجامعات هى التى أدت إلى تلك المصيبة. فخريج الجامعة اليوم لا يفقه شئ ، و القسم الأكبر من الخريجين يعملون فى وظائف لا تناسب مؤهلاتهم ، و بذلك يطغون على الوظائف القليلة للمؤهل المتوسط.
إذا سألت سائق التاكسى عن مؤهله ، فغالبا ستحصل على إجابة المؤهل العالى ، كذلك عامل محطة البنزين ، و من يقفون على عربات بيع الخضروات و الفاكهة ، و الكثير و الكثير من الوظائف التى لا تتطلب مؤهل عالى ، وصل الأمر إلى العاملون فى شركات جمع القمامة.
و قمة المفارقة أنى أعرف شخص حاصل على مؤهل متوسط ، وسيلته الوحيدة فى الحصول على رزقه و قوت يومه هى شرح المناهج التعليمية لطلاب الجامعات. فأى منطق هذا؟
إن الشخص الحاصل على مؤهل متوسط ، هو إنسان و ربما يكون مبدع ، و تجاهله لا يفيد الوطن فى شئ بل يضره. و نحن هنا نطالب بإلغاء مجانية التعليم فى المرحلة بعد المتوسطة ، كى تعود للإنسان المصرى كرامته و يحيا حياة آدميه.
السادة المسئولين ، ارحموا أصحاب المؤهلات المتوسطة ، فهم أيضا بشر.
أحمد عاطف