Admin Admin
عدد المساهمات : 983 نقاط : 3147 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 03/01/2010 العمر : 52 الموقع : homelearning.yolasite.com
| موضوع: يوم فتحت التلفاز!!! الثلاثاء يناير 19, 2010 8:20 pm | |
| يوم فتحت التلفاز دخلتُ ذاتَ يوم غرفتي، وأنا أحمل العشاء بيدي، قد أحضرته من مطعم البخاري، دخلت بقدمي اليمنى، وأغلقت البابَ باليسرى، فأنا رجل شبه كسول، لكني لم أنسَ دعاء الدخول، وفتحت اللمبة، وفرشت السفرة، وغسلت يدي، لآكل كبستي، وفتحت جهاز التلفاز، ووضعت جوَّالي على الهزاز؛ لكي لا يقطع أحد خلوتي، وأنا آكل وجبتي، وما أن استقررت في جلستي، واطمأنَّتْ سريرتي، حتى رأيت أن أختار قناةً فضائية، لتكون رفيقتي هذه الليلة، على شرط أن تكون بالضوابط الشرعية، فدخلت في خِضَم العالم المجهول، ويدي تمسك الريموت كنترول. علِّي أستقر على شيء مفيد، ويكون لي منه حظ ونصيب، ففتحت القناة الأولى، قد سمَّت نفسها "ولا أحلى"، فإذا بفتيات فاتنات، يغنِّين وهن عاريات، مجون وخلاعة، فأغمضت عيني، واستغفرت ربي، وبدون تردُّد، فتحت القناة الثانية، وهي متخصصة في أخبار الرياضة، وعيني تنظر إلى المائدة، بدأ لعابي يسيل، وصار صبري قليلاً، وما أن رفعت رأسي، فإذا بشيء لم ترَ قط عيني، إنه سباق السيدات، كما تقول المذيعات، ما هذه الرياضة؟! ألا حياء عندهن؟! أم الشيطان أغواهن؟! أهذا ما يسمونه بالحرية؟! والله إنها بليَّة، وفتحتُ القناة الثالثة، وهي قناة "الحرية"، وإذا بامرأة تدَّعي أنها مسلمة ، تتكلم وبكل عنجهية: يجب ألاَّ نلبس الحجاب، لا العباءة ولا النقاب، فهذا تخلُّف ورجعيَّة، وعلينا بالاقتداء بالأمم السويَّة، فرنسا وبريطانيا وأمريكا الشمالية، وقفتْ غصَّة في حلقي، وأنا لم أبدأ أكلي، فهذا كلام لا تصدِّقه أذني، لا أنا ولا غيري. وفتحت القناة التالية، وهذه المرة إسلامية، فإذا رجل أمام الحضور، يتكلم وقد امتلأ بالغرور، إن الفلسفة هي قمة العلوم، ففيها تفسيرٌ لكل ما يكون، وبدأ يسبُّ ابن تيميَّة، فأفكاره كما يقول دمويَّة، وتكلم على مشايخ وقال: هذا كافر إذا ما تاب، فقرَّرت الحفاظ على عقيدتي، وفكري ومنهجي، وغيَّرت القناة، فإذا برجل يلبس عمامة، يسبُّ فيها بني أمية، ويذكر معهم أبا هريرة، فهو كما يقول كذاب، غشاش ونصاب، فقد أطاع معاوية، في اختلاق أحاديث نبوية، ففتحت القناة التي تليها، قناة سمِّيتْ "أمانينا"، فإذا ببرنامج مباشر، ورجل لو رأيتَه لقلتَ ساحر، إي والله إنه ساحر، يأمر السائلة أن تكتب طلسم، وتردِّده بكل طلاقة ولا تتلعثم، فتناولتُ السماعة، ولبست النظارة، واتصلت على الرقم الذي ظهر على الشاشة؛ لأفضح هذا الدجال، بكلام لا يخطر على بال. فما بدأت الكلام حتى قطعوا الخط عني، فاشتد غضبي، وانتفخت أوداجي، وارتفع ضغطي، فذكَرتُ الله وغيَّرت القناة، فإذا بقناة إخبارية، تُلقي أخبارها بالإنجليزية، فأمسكت قلبي، من هول ما رأتْ عيني؛ جثث مقطعة، وأشلاء ممزقة، إنهم إخواننا في غزة، ثبتهم الله ، وأعانهم على ما ابتلاهم واختبرهم، سالتْ دمعتي، ولُمت نفسي، فلم أقدِّم شيئًا لإخواني، أغلقت الشاشة، ولم آكل لقمة، فقد سدتْ نفسي، بعد ما رأت عيني، والتجأتُ إلى الله ربي وربهم، ودعوته فهذا سلاحي وسلاحهم، ما لنا غير الدعاء لهم. أحمد الراجح | |
|